التخطي إلى المحتوى الرئيسي
"سوف أكتب رغم كل شيء، سوف أكتب على أي حال، إنه كفاحي من أجل المحافظة على الذات" كافكا

فاطمة الشيدي
1_9_2025


تنام متأخرة غالبا
بعد أن تدخل الفراشتين في الشرنقة
ويسكت الغناء في البيت
الليل صديقها القديم
بأرقه المزمن
وفرحها الخفي به
تشاهد فيلما كلما عنّ لها معانقة الوقت
ثم تنفصل عن محنة الوجود
في الصباح تهرع للعش تصفق بأجنحتها لتبدأ العصفورتان في الطيران
وتعود هي للغياب المؤقت
وحين تستيقظ منه تدلق في جوفها بعض أنهار العالم لتتحد مع الماء
الماء جنونها الأبدي
ثم تجلس في حضرة السمراء
يتنادمان بشغف مع شيء من خضرة الطبيعة
تشتعل الذاكرة وتبدأ تشاكس المخيلة
المرأتان اللتان تعيشان داخلها
تقتسمان الجسد والروح كتوأمين متحدين
يتناكفان كجارتين طيبتين
يحبان بعضهما ولكن غيرتهما تقتلع منها السكينة كلما دلفت إحداهما لأصابعها الطربة والمتنملة بهما معا
خدر يصيبها كلما بدأت الكتابة
تخرج الكلمات من فم الذاكرة غالبا ثم تحلق للمخيلة فتضيف عليها ما يحلو لها من ألوان وروائح وأصوات ولهفة تخفت مع الزمن
تكتب كل يوم نصا من ٣٠٠ كلمة غالبا، يزيد قليلا أو ينقص قليلا وفق مزاج الأختين الذي يتحكم في الروح والأصابع معا
تكتب في الهاتف النقال ثم تنقله لجهاز أكبر لتنقيحه
تهرب من الكتابة للمشي، للرياضة والقراءة
منذ زمن اكتشفت خدعة الوقت
استعانت على الرياضة بالقراءة وعلى الكتب بالمشي والموسيقا
ثم تندلق في الماء وتجمل القناع المتكرر كل مساء
ثم تشبع الجسد فيهدأ العقل
تجلس بالقرب من صديقتها الأقرب أو فيها لا فرق
يذهبان معا في الشارع والكلام والجنون
حتى تصل
تقطف الوردتين من بستان المعرفة وتعود بهما للحقل الأدفأ
لا بأس ببعض الانحرافات والالتفاتات
للبحر
لصانع الأيسكريم
وحين تصل للعش تبدأ رحلة الفرح والنور
تعينهما على بث الرحيق وصناعة الجدوى والجمال
لاحقا تجلس على أرجوحة الوعي
تمتص غذاء الروح
تقرأ حتى تنتشي
وتشرب شايا بنكهة الزنجبيل مع كيكة بطعم جوز الهند
وحين يبدأ الليل في سدل أستاره رويدا رويدا
يأوي النحل لبيته الشمعي اللزج بالحب والصلوات والقصص والنعاس العذب
فتهرع لليل لعناق جديد

تعليقات