فاطمة الشيدي
20-9-2025
كلما ضممت كائنا لبيتي، أو اقتنيت غرضا، كجهاز الكتروني، أو اشتريت كاتبا ؛ هتفت في داخلي "هذا صديق جديد" هكذا قررت أن أعيش الحياة صديقة لكل شيء بين يدي، أو يقع تحت بصري.
أحب صحبة القطط أكثر من صحبة البشر أحيانا كثيرة، حين تجلس القطة في حجري ينساب حنان العالم داخلي، تلهمني للكثير من المشاريع والجمال، أتكلم معها وأنا أمسد فروها عن كل شيء، أحدثها عن فرح شق صدري وعن امتنان للرب للكثير من النعم وعن حزن طارئ وغضب من العالم، أحضنها كصغيرة لاتكبر، ودفء لا ينضب. بل أن مجرد وجودها في البيت ينثر طاقة خير وجمال عظيمة.
أحب القطط كما أحب الأشجار التي أشعر أنها تتبرعم في روحي وتنمو وتكبر داخلي وأتحد معها أحدثها وأناجيها وأتلمسها كي تهبني سيرورة حياة أجمل، كما أعشق القهوة وآلة الرياضة والموسيقى والأفلام والكتب كأصدقاء حقيقيين تماما، من دم ولحم أتحدث إليهم وأفرح وأحزن معهم وأشاركهم انتصارتي الصغيرة وخيباتي الكثيرة وأحلامي النيئة وأوهامي العذبة عذوبة ضحكة طفل ومواء قطة تقول لك أحبك على طريقتها أو سمكة في إناء تسرع في حركتها كلما اقتربت منها فرحا بوجودك.
أحب الكائنات والأشياء وأعيش معها حالة من الصداقة العميقة والعظيمة لأنني أشعر أنها تشبهني وتفهمني بل وترتق ثقوب غربتي الوجودية، وبالتالي أحب من يحترفها.
حين أقرأ رواية رائعة أشعر أنني شخصية ما في هذا العمل، وفي مستوى أعلى أشعر أنني كاتبة هذا العمل أو أتمنى ذلك، وكذلك كلما شاهدت فيلما شعرت أنني هناك في قلب الحدث تماما، البطل أو البطلة لا فرق الشخصية التي تدور حولها الأحداث أو تلك الشخصية الجانبية التي تحرك الأحداث ببطء من بعيد.
ولذا فالقراءة والأفلام والرياضة إضافة إلى الكائنات الطيبة التي أحيط نفسي بها هي سر الحياة المتوازنة التي أحاولها، فهي تمنح روحي سلاما وغربتي وطنا، وعقلي حرية وجودية في وهجه الباحث عن الجديد دائما، وقلبي سكينة لمزاجاته المتوترة وحساسيته القلقة.. فالمجد للصداقة الكونية وللنور المنبعث من الأعماق ولتجلياته الممتده في الزمان والمكان سكينة وسلاما ومحبة.
تعليقات