سليمان زين الدين
شهرزاد والكلام المباح
قراءات في الرواية النسويّة
كتب عنه: جان - كلود سابا Jean – claude saba
«شهرزاد والكلام المباح». ينطلق الباحث سليمان زين الدين من نصوص روائيّة محاولاً أن يتقرّى ما ينطوي عليه من دلالات ومحمولات وإرشادات، سواء على مستوى الحكاية أو الخطاب. ولا يسقط عليه مناهج ونظريات نقديّة تفسّره على الخضوع لها بشكلٍ أو بآخر.
في فوضى الحواس تضع كاتبتها أحلام مستغانمي الكتابة في مواجهة مع الحياة. تتقاطع قصّة الحبّ مع مأساة الجزائر. فيختلط الخاص بالعام، والحبّ بالسياسة والآنيّ بالتاريخيّ.
تغوص سارة حيدر الروائيّة الجزائريّة في داخل شخصيات روايتها «شهقة الفرس» راصدةً أفكارها ومشاعرها وخواطرها. نصّها الروائي يصالح بين الحياة والموت. وتمضي اللبنانيّة إميلي نصراللّه في حكاية الطموح اللبناني الإغترابي من بداياته المحفوفة بالمخاطر وحبّ المغامرة والبحث عن حياةٍ أفضل، مروراً بالكفاح اليومي والسعي إثر الثورة بأساليب مشروعة وغير مشروعة، إنتهاءً بنهايات فاجعة، ما يجعل من الهجرة حكاية تراجيديّة بإمتياز.
الحرب وتداعياتها هي الموضوع الذي تتناوله الروائيّة اللبنانيّة نازك سابا يارد في روايتها «الذكريات الملغاة»، مشيرة إلى تفكّك الأسرة من جرّاء الحرب وتداعياتها. وقد تحصل في السلم وفي ظروف عاديّة حين ينعدم التوافق بين ركنيّ الأسرة، ولا يحتاج الأمر إلى الحرب ليحدث، بل قد تكون الحرب من أسباب التماسك.
ليست الحرب موضوعة جديدة على أدب مي منسّى فهي سبق أن تناولتها في روايتها الأولى «أوراق من دفاتر شجرة رمان» وفي روايتها الثالثة «المشهد الأخير» وها هي تعود إليها في روايتها الرابعة «انتعل الغبار وأمشي». في روايتها هذه تقارب منسّى الحرب من خلال التداعيات والنتائج التي تركتها على بطلة الرواية، وما عانته من قتل وتهجير.
فالرواية بكاملها تقول حكاية هذه الشخصيّة الهاربة من مصيبة إلى أخرى، المطاردة بقدرها الملعون، حتى لتبدو طالعة من مأساة إغريقيّة.
وفي روايتها الخامسة «الساعة الرمليّة» تنقّب مي في الجذور، فتقتفي تأريخ أسرة في رحلتها القسريّة من حقول القصب في كيليكيا حتى إقامتها عند الساحل اللبناني، وترصد عذابات تلك الأسرة فرداً فرداً في مواجهة أقدارها بين ولاداتها والمصائر الفاجعة، هذه المصائر التي تنسجها أصابع القدر الخفيّة أكثر مما تصنعها الإرادة البشريّة الحرّة.
وفي المشهد الأخير عنوان ينتمي إلى حقل المسرح المعجمي بإمتياز، ويشكّل مفتاحاً مناسباً لولوج الرواية. تتناول الرواية حكاية خمس شخصيات مسرحيّة أصابتها لعنة الحياة أو لعنة المسرح أو اللعنتان معاً، ورسمت لكلّ منها مسارها المتعثّر ومصيرها الفاجع، فتبدو طالعة من تراجيديا إغريقيّة.
الحكايات الكثيرة التي تقولها علويّة صبح في روايتها «مريم الحكايا» تتداخل وتتناسل وتبدو تنويعات على حكاية واحدة. هي حكاية المرأة أيّاً كان اسمها في رحلتها المكانيّة بين الجنوب وبيروت، والزمانيّة بين تفتّح الشباب والأحلام الكبيرة وبين الوقوف على عتبات الكهولة وتصاغر الأحلام حتى الإنكسار.
ومنى فياض في «تأخّر الوقت». تنتمي بطلتها إلى زمن الحرب وما يمكن أن تتركه على الإنسان والمكان والزمان، قصّة حرب تواكبها قصّة حبّ غير مكتمل. وشكّلت حرب تموز مادة رواية نرمين الخنسا «ساعة مرمورة»، ذكريات تعود لعشرين سنة خلت. الزواج المختلط وما يمكن أن يترتّب عليه من نتائج ومضاعفات، وتأثير المكان والفضاء الإجتماعي في نجاحه أو فشله هي المادة الأولى التي تنسج منها اللبنانيّة كارول زيادة العجمي روايتها «بيروت لا تغفر».
وتعيش اللبنانيّة رينيه الحايك حالة من الوحدة والكآبة في رواية «شتاء مهجور». بين الإنسان والمحيط علاقة جدليّة واضحة يؤثّر أحدهما في الآخر ويتأثّر به، هذه الأفكار وغيرها طفت في رواية «مريم النور» للكاتبة رجاء نعمة حين يوضع الإنسان بين الإرادة والقدر، يكون عليه الإختيار. وشكّلت الحرب أيضاً مادة هدى بركات الروائيّة في روايتها «حارت المياه».
تأثير الماضي في الإنسان والدور المزدوج الذي يمكنه أن يلعبه في حياته، فالحاضر هو إستمرار للماضي والإنسان إبن ماضيه بشكل أو بآخر يرمي ثقله على بطلة هدى عيد «الحياة في الزمن الضائع». تداعيات حرب تموز والنظام الإجتماعي الإقطاعي شبكت بنية روايتها «ركام».
سؤال الهويّة هو ما تطرحه العراقيّة إنعام كجي جي في عملها الحفيدة الأميركيّة، وتشاركها إبنة بلدها خولة الرومي في إنتقاد حفنة من جلاّدي النظام السابق في روايتها «أم السعد». وفي روايتها «حلم وردي فاتح اللون» ترصد ميسلون هادي قصّة حبّ في السنوات الثلاث الأولى من الإحتلال الأميركي.
عائشة عوده سردت سيرة ذاتها داخل السجون الإسرائيليّة في روايتها «أحلام الحريّة». جدليّة الموت والحياة نستشفّها في رواية الكاتبة العمانيّة فاطمة الشيدي «حفلة الموت».
تبحث الكويتيّة «فوزيّة شويش السالم» عن التاريخ في جغرافيّة اليمن التي احتلّت حيّزاً أساسياً في روايتها «حجر على حجر»، وأيضاً تسرّبت أمكنة أخرى من الأندلس، الهند، الكويت إلى نسيج روايتها.
تنفتح رواية العمانيّة غالبة أل السعيد على مسألة الفرد في مدينة كوزمو بوليتيّة في روايتها «سنين مبعثرة».
تعليقات
أَلاَ كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلاَ اللَّهَ بَاطِلٌ" . وفقكم الله . إسماعيل الشرقاوي .